قال محمد بن إسحاق: ((أسلم عمر بن الخطاب، وكان رجلا ذا شكيمة لا يرام ما وراء ظهره ، فإمتنع به أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى عزّوا))..
<(!*!)> وقال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: ((ما زلنا أعزّة منذ أسلم عمر ، والله لو رأيتنا وما نستطيع أن نصلّي بالكعبة ظاهرين، حتى أسلم عمر فقاتلهم حتى تركونا فصلّينا))..
<(!*!)> وقال حُذيفة بن اليمان رضي الله عنه: (( كان إسلام عمر نصرا ، وإمارته فتحا.. وكان أعلمنا بكتاب الله ، وأفقهنا في دين الله ، وأعرفنا بالله))..
*** عن أبي هُريرة رضي الله عنه قال؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
[[ بينا أنا نائم أُريتُ أني أنزع على حوضي ، أسقي الناس.. فجاءني "أبو بكر" فأخذ الدلو من يدي ليروحني (أي ليريحني من تعب السقاء) ، فنزع دلوين.. وفي نزعه ضعف.والله يغفر له..
فجاء (عمر) ابن الخطّاب فأخذ منه ( مهمّة سقي الناس). فلم أرَ نزع (سقاية) رجل قطّ أقوى منه.. حتى تولّى الناس ، والحوض ملآن يتفجّر]]. مسلم
===> وهذا فيه إشارة إلى نيابة الصدّيق رضي الله عنه وخلافته من بعد وفاة النبيّ صلى الله عليه وسلم.. وفيه إشارة الى خلافة عمر رضي الله عنه من بعد أبي بكر..
*** وفي رواية أخرى لأبي هُريرة قال: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: [[ بينا أنا نائم رأيتني على قليب (بئر) عليها دلو، فنزعتُ (إستقيتُ) منها ما شاء الله.. ثم أخذها (أبو بكر) إبن أبي قُحافة ، فنزع بها ذنوبا أو ذنوبين (والذنوب هو الدلو المملوءة، وكانا ذنوبين، والشكّ كان من الراوي) .. وفي نزعه (إسقائه) ضعف ، والله يغفر له (فهي كلمة كان الناس يدعمون بها كلامهم) . ثم استحالت ( اي تحوّلت من الصغر إلى الكبر) غربا (وهو الدلو العظيمة)، فأخذها (عمر) ابن الخطّاب ، فلم أرَ عَبقريا من الناس ينزع نزع عمر بن الخطاب ، (والعَبقري هو السَيّد، أو الذي ليس فوقه شيء) ، حتى ضرب الناس بعُطن (أي أرووا إبلهم ثم آووها إلى عطنها ، وهو الموضع الذي تساق إليه بعد السقي لتستريح) ]]. رواه مسلم
===> قال العلماء: هذا المنام يدلّ على الإعلام النبوي بخلافة أبي بكر وعمر، وصحّة ولايتهما ، وبيان صفتها وإنتفاع المسلمين بها.. وبأنّ خلافة عُمر ستكون اطول بكثير من خلافة أبي بكر رضي الله عنهما والتي ستكون ((ذنوبين)) أي سنتين وأشهرا].
*** وعن أبي ذرّ رضي الله عنه قال : سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: [[ إن الله جعل الحقّ على لسان عمر يقول به ]]. رواه البخاري ومُسلِم
*** وعن عائشة رضي الله عنها عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم اَنَّهُ كَانَ يَقُولُ:
[[ قَدْ كَانَ يَكُونُ فِي الاُمَمِ قَبْلَكُمْ مُحَدَّثُونَ (مُلهمون) فَاِنْ يَكُنْ فِي اُمَّتِي مِنْهُمْ اَحَدٌ فَاِنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ مِنْهُمْ ]] . رواه مسلم
*** وعن عمر أنه قال: (( وافقتُ ربّي في ثلاث :
<><> (1) قلتُ : يا رسول الله لو اتخذت من مقام إبراهيم مصلّى فنزلت: { واتخذوا من مقام إبراهيم مصلّى } سورة البقرة : 125 ..
<><> (2) وقلتُ: يا رسول الله إن نساءك يدخل عليهنّ البرّ والفاجر، فلو أمرتهنّ أن يحتجبن، قال : فنزلت آية الحجاب..
<><> (3) واجتمع على رسول الله صلى الله عليه وسلم نساؤه في الغيرة، فقلتُ لهنّ: {عسى ربّه إن طلّقكنّ أن يبدله أزواجا خيرا منكن}، فنزلت كذلك)).. البخاري ومُسلِم
*** وأنه لما مات عبد الله بن أُبيّ إبن سلّول ، دعي له رسول الله صلى الله عليه وسلم ليصلّي عليه.. قال عمر: فلما قام ، دنوت إليه ، فقلتّ : ((يا رسول الله ، أتُصلّي عليه وهو منافق)) ؟؟ فأنزل الله {{ولا تصلّ على أحد منهم مات أبدا ولا تقم على قبره}}. سورة التوبة:84 .. وأنزل الله {{استغفر لهم أو لا تستغفر لهم إن تستغفر لهم سبعين مرّة فلن يغفر الله لهم}} سورة التوبة:80. رواه البخاري ومُسلِم
*** وعن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم اَنَّهُ قال: [[ رأيتُ كأنّ الناس عرضوا عليّ ، وعليهم قُمص (أي أثواب) .. منها ما يبلغ الثدي ، ومنها ما هو دون ذلك..
<><> وعُرض عليّ عمر بن الخطاب وعليه قميص يجرّه]].
قالوا فما أوّلته يا رسول الله ؟ قال: [[(أوّلته بـ) الدين]]..البخاري ومُسلِم
*** وعن سعد بن أبي وقاص قال: استأذن عمر على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعنده نساء من قُريش يكلّمنه ويستكثرنه، عالية أصواتهنّ..
فلما استأذن عُمر قمن فإبتدرن الحجاب.. فأذن له رسول الله صلى الله عليه وسلم..
ورسول الله يضحك .
ــ فقال عمر: ((أضحك الله سنّك يا رسول الله )) !!
ــ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :[[عجبتُ من هؤلاء اللاتي كُنّ عندي!! فلما سمعن صوتك إبتدرن الحجاب]]!!
ــ فقال عمر، قلتُ: ((يا رسول الله !! أنت أحقّ أن يهـِبن))!!
ــ ثم قال (لهُنّ) عمر: ((أي عدوّات أنفسهنّ، تهـِبنني ولا تهـِبن رسول الله صلى الله عليه وسلم !!؟
ــ (ثم) قال رسول الله: [[ والذي نفسي بيده ما لقيك الشيطان قط سالكا فجّا إلاّ سلك فجّا غير فجّك ]] . رواه البخاري ومُسلِم
*** وعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : صَعِدَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى أُحُدٍ ، وَمَعَهُ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَعُثْمَانُ.. << فَرَجَفَ (جبل أُحُدٍ) بِهِمْ ، فَضَرَبَهُ بِرِجْلِهِ >>
وقَالَ: [[اثْبُتْ أُحُدُ ، فَمَا عَلَيْكَ إِلّاَ "نَبِيٌّ" أَوْ "صِدِّيقٌ" أَوْ "شَهِيدَانِ"]]. رواه البخاري
===> وهذا فيه إشارة إلى أنّ ((عُمَرُ وَعُثْمَانُ)) رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما سيُقتلان ويكونان من الشهداء ..
<(!*!)> وقال ابن مسعود: (( كان عمر حائطا حصينا على الإسلام ، يدخل الناس فيه ولا يخرجون منه ، فلما قـُتل عمر انثلم الحائط ))..
<(!*!)> ونقل الإمام أحمد بن حنبل عن مُجاهد انه قال : كنا نتحدث أن الشياطين كانت مُصفـّدة في إمارة عُمر ، فلمّا قُـُتِـل َ وثبت ))..
<(!*!*!)> وأختُمُ كلامي عن هذه المنارة العملاقة والعطرة ، بما كانت الصدّيقة الفقيهة والحكيمة أُم المؤمنين [عائشة] رضي الله عنها تنصح به الناس، قائلة:
(( "زيّنوا مجالسكم" بذكر (أقوال وأفعال) عُمر رضي الله عنه ))..