بسم الله الرحمن الرحيم
جاء في صحيح مسلم:
وحدثني إسحاق بن منصور. أخبرنا روح بن عبادة. حدثنا إبن جريج. أخبرني عطاء؛ أنه سمع جابر بن عبدالله يقول:
قال رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم: (إذا جنح الليل - أو أمسيتم - فكفوا صبيانكم. فإن الشيطان ينتشر حينئذ. فإذا ذهب ساعة من الليل فخلوهم. وأغلقوا الأبواب. واذكروا اسم الله. فإن الشيطان لا يفتح باباً مغلقاً. وأوكوا قربكم. واذكروا اسم الله. وخمروا آنيتكم. واذكروا اسم الله. ولو أن تعرضوا عليها شيئا. وأطفؤا مصابيحكم).
وعن جابر في صحيح مسلم ايضا قال: عن جابر: قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (لا ترسلوا فواشيكم وصبيانكم إذا غابت الشمس حتى تذهب فحمة العشاء. فإن الشياطين تنبعث إذا غابت الشمس حتى تذهب فحمة العشاء).
الفواشي كل منتشر من المال. الإبل والغنم وسائر البهائم وغيرها.
وقال صاحب فيض القدير شرح الجامع الصغير :
وإنما أمر بكفهم في ذلك الوقت لأن الشمس سلطان قاهر فلا تقاومها الأرواح المارجية، بل تمسك عن التصرفات ما دام ظاهراً في العالم السفلي، فاذا استتر عنه في مغيبه صارت الشياطين كأنهم قد انطلقوا من حبس، فتندفع دفعة رجل واحد، فمهما صادفوه من الصبيان في تلك الحالة أصابوه فآذوه، فإذا ذهبت فوعة العشاء تفرقوا وتبددوا، فهذا سر أمر المصطفى صلى الله عليه وسلم بذلك.
قد يتساءل احدنا
ما الذي يحدث بالضبط في فترة إقبال الظلام وإدبار النهار والنور؟
إن الذي يحصل هنا أن الشياطين مع إقبال الظلام تبدأ تنتشر تبحث عن مأوى لها لأنها تنتشر إنتشاراً هائلاً بأعداد لا يحصيها الا الله وهنا يخاف بعضهم من فتك بعض وبالتالي لابد لها من شيء تأوي اليه وتأمن فيه فتنطلق بسرعة هائلة جداً تفوق سرعة بني آدم اضعافاً مضاعفة ، فمنهم من يأوي الى إناء فارغ ومنهم من يأوي الى بيت إنسي ومنهم من يأوي الى جماعة من الإنس جالسين وهم بالطبع لا يشعرون به فينطرح بينهم ليأمن من فتك إخوانه الشياطين الذين هم الآن كالريح يجولون الأرض والبقاء للأقوى ، وطبيعة الشياطين أنها ترغب المكوث في النجاسات فتجدها تفضل أماكن قضاء الحاجة وتجدها تأوي الى أماكن القمامة وقد تصادف وهي تبحث عن المأوى ((طفلا))إنسياً فتأوي إليه وقد تتلبسه وتخرج وقد تمكث به بعض الوقت فتجد الطفل متغير المزاج وقد يطيل البكاء الشديد دون أن يعلم والداه سبب ذلك وقد يعنفانه ، وقد نسوا وصية الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم بحفظ الصبيان وقت إنتشار الشياطين ، وهنا يأتي دور ((الحفاظات)) فكما أسلفنا أن الشياطين ترغب النجاسات فتجد في حفاظة الطفل نجاسة فيكون ذلك مشجعاً لها على المكوث والإيواء ، فنجد بعض الأطفال يصرخ فجأة وبعضهم يتململ في نومه بسبب إيذاء الشيطان الذي إتخذ منه مأوى له.
إن سرعة الجن هنا وهي تبحث عن المأوى والمسكن والمأمن قد تطول حتى كبار الإنس لكن لأن الغالب في كبار الإنس التحصن نص النبي الكريم على الصبيان الذي هم بحاجة الى التحصين من قبل الوالدين وحمايتهم ووقايتهم بعدم تركهم يخرجون وقت إنتشار الشياطين وهم الأبرياء الذين لا يستطيعون تحصين أنفسهم، تأتي الشياطين مسرعة تبحث عن المأوى وقد تصطدم بجسم آدمي كبيراً كان أو صغيراً وقد تتلبس به فتجد البعض من الناس فجأة أصابته كآبة أاو خوف مفاجىء وهكذا وهو بسبب تلك الشياطين.
حفظنا الله من كل سوء
لذا إقرؤا أذكار الصباح والمساء دائماً وحصنوا أطفالكم و لا تطلعوهم ساعة الغروب